أخذوا كل ما تملك وطردوها من بيتها
ظلم البشر ، و عدالة الله عز وجل
قصة ملهمة ، تبين أن لكلِ مجتهد نصيب.
السيدة سهيلة سيدة أعمال ناجحة ، ولكن لكل منا قصة ، و رحلة السيدة سهيلة في هذه الحياة طويلة جداً، و
متعبة ، ما وصلت لماهي عليه الآن من النجاح ، و الوفرة ، إلا بعد أن ذاقت مرارة الأيام ، سنواتٍ طوالٍ ،
وتجرعت كؤوسها ، الواحد تلوَ الآخر ، و تحملت تعنت البشر ، وجبروتهم ، في محطات متعددة .
وتجرعت كؤوسها ، الواحد تلوَ الآخر ، و تحملت تعنت البشر ، وجبروتهم ، في محطات متعددة .
إليكم قصتها من البداية :
كانت سهيلة فتاة جميلة ، من عائلة أصيلة لكن متوسطة من ناحية الوضع المادي ،
وكانت كحال أغلب فتيات تطمح في حياة رغدة ، و تكوين أسرة سعيدة
( التي هي منتهى طموح كل فتاة في مقتبل العمر )، حين تتفتح الزهور في مخيلتها الخصبة ،
( التي هي منتهى طموح كل فتاة في مقتبل العمر )، حين تتفتح الزهور في مخيلتها الخصبة ،
وترى فارس أحلامها الذي سينطلق بها نحو تحقيق المستحيل من الأمنيات، والتي ترى
كل الوجود من خلاله ، السعادة ، الأسرة ، العيش الكريم ، الأولاد الرائعون . . . . .
ولكن الحياة تصدمنا بحقيقتها دوماً ، وكثير من هذه الأحلام تذهب في مدارج الرياح ،
فما يبقى لنا سوى التمسك ببعض ما حققناه ، وأصبح في قبضة أيدينا .
أنهت سهيلة دراستها الثانوية ، والتحقت بمعهد مهني مختص في التدبير المنزلي ،
وتعلم الحياكة ،والأشغال اليدوية الفنية وكانت متفوقة في هذا المجال ، فقد حازت
على شهادتها مع شهادة تقدير.
ما إن أنهت سهيلة دورتها ، وحصلت على شهادتها ، كانت المملكة السعودية ،
تطلب أصحاب الشهادات ،والخبرات ، لوظائف معلمات ، وكان لزاماً عليها
أن تأخذ أحد محارمها ، لرفقتها.
أن تأخذ أحد محارمها ، لرفقتها.
حصلت سهيلة على الموافقة بالسفر ، ورحلت برفقة أخيها صالح إلى إحدى
المناطق النائية آنذاك ، لتعمل كمعلمة للتدبير المنزلي ، والخياطة .
كانت السعودية في ذلك الوقت من ستينيات القرن الماضي ، في بداية
تطورها العمراني ، والعلمي ، وكانت سهيلة معلمة جديرة ، بل فنانة رائعة ، وودودة ،
مما جعل لها شعبية ،وقبول لدى النساء
في تلك البلدة الصغيرة ، وكان أخوها صالح يعمل في إحدى المهن الحرة ،
التي أدرت عليه المال ، وبدأيتوسع في عمله ، ويرغب
في الانتقال إلى مدينة أكبر.
في إجازة الصيف الأولى عادت سهيلة إلى أهلها محملة بالهدايا ، و مبلغ من المال لا بأس به ،
وهناك بدأالخطاب يطرقون بابها ،وكانت لها رغبة في الزواج ، حيث أنها تحتاج لمحرم
عنها بدل أخيها الذي سيبعد عنها ، وينتقل إلى مدينة أخرى .
تزوجت سهيلة على جناح السرعة ، وقدمت أوراق زوجها ، وسافرت معه بالسنة الثانية ،
وكان زوجها حسن الخلق ، والدين ، و كانت تحيا معه بسعادة و ، واستقرار
، لكنه لم يجد عملاً ، فكان جليسالبيت يهتم بأمور المنزل ، وتوصيل سهيلة إلى المدرسة
التي تعمل بها ، ولم ترزق منه بأولاد ، رغم بحثهما الطويل ، عن علاج ،
لكنه كان يعاني من مشكلة يستحيل فيها الإنجاب .
وكانت سهيلة متقبلة لهذا الوضع ، وتسري نفسها برقة زوجها ، وحنانه ، وطيبته ، و كرم أخلاقه .
عاشت سهيلة ست سنوات مع زوجها الطيب ، حيث كانت تجمع قدراً لا بأس به من المال ،
و تذهب هيوزوجها في إجازة الصيف ، إلى بلدها ، و اشترت منزلاً ، وفرشته بأحدث ،
و أفخم المفروشات ، إلى جانب بعض العقارات كمحلٍ تجاري ، وقطعة أرض
، وكانت تسجل كل شيء ، باسم زوجها ، لسهولة إدارته للأمور، و إكراماً له.
ولكن لا تصفو الحياة أبداً ، ففي السنة السادسة من زواجها ، تعرضت سهيلة
لحادث سير برفقة زوجها ، في إحدى طرق الرياض الصحرواية ، وتوفي الزوج على الفور .
عادت سهيلة إلى بلدها ، على إثر الحادث ، بعد أن استقالت من المدرسة التي كانت تعمل بها ،
ولم يكن في حسبانها أنها ستعود من حيث بدأت .
لم تكن تتوقع أن المال ، والأملاك التي صنعتها بتعبها ، ومجهودها ستذهب لغيرها ،
حيث بدأ إخوة زوجهاالمتوفي ، بمحاصرتها ، ومطالبتها بحقهم في ميراث أخيهم ،
كانت تقول لهم كل شيء هو لي ملكي ، مالي ،تعبي ، ومجهودي ، ولكن لم يكن أحد ليصغِ لها ،
والطمع في الميراث ، كان أقوى من صوتها ، فكل شيئ لهم حق في ميراثه ،
هاجمهوها يريدون كل الأوراق التي تخص حقهم في الميراث.
هاجمهوها يريدون كل الأوراق التي تخص حقهم في الميراث.
أسقط في يدها ، و لم يكن هناك بدُّ من مواجهة الواقع ، دخلوا إلى بيتها ،
وأخذوا كل شيئ ثمين ، لم يدعواإلا ما ليس له قيمة ، كنصيب لها في ميراث زوجها .
لم تستطع سهيلة مواجهة ما حصل ، ولم تستطع إثبات حقها في مالها ، و جلست
عاماً كاملاً ، في بيتٍ صغير ، و قديم كانت قد اشترته قبل زواجها ، لتستفيد من أجرته القليلة ،
و الوحيدالذي لم يستطيعوا الاستيلاء عليه.
بعد مضيِ عام بدأت سهيلة تستفيق من صدمتها ، و تفكر ملياً ، في تجاوز هذه الأزمة التي
حلت بها ،خاصة وأن ما تبقى لها من ذهب ومال كانت قد تصرفت به ، وصرفته .
راسلت سهيلة إحدى صديقاتها المعلمات
حيث كانت تعمل في السعودية ، عسى أن تجد مكانها السابق في العمل ،
وكان الرد سريعاً ، " احزميحقائبك ، وتعالي" .
وكعادته المجتمع السعودي ، في لهفة المحتاج ، أهل نخوةٍ ، وفزعة .
عادت سهيلة إلى السعودية ، تاركة جراحها ، طاوية بذلك فصلاً من فصول حياتها وراءها
، غير عابئة بكل ما خسرته ،
( في بعضِ الأحيان تكون راحة البال هي أهم من كل شيء ، و لا يعرفها إلا صاحب الهم ).
انطلقت سهيلة في حياتها العملية من جديد ، وبدأت في تعويض ما خسرته من أموال
، ولكن رغبتها فيالإنجاب باتت تروادها أكثر ، بالذات بعد ما حدث معها ،
حيث كانت وحيدة، و مظلومة ، وهذا ما جعلها توافق على عريس تقدم لخطبتها ،
حيث كانت وحيدة، و مظلومة ، وهذا ما جعلها توافق على عريس تقدم لخطبتها ،
وكان يعمل مدرساً في نفس المنطقة ، ولكن .....
بعد الزواج بدا لها هذا الرجل غريب الأطوار ، فقد اكتشفت في شخصيته الكثير من العيوب ،
التي لا تحتمل، إنه سيء وبخيل ، بكل معنى الكلمة ، بخيل في الانفاق ،
وبخيل في العاطفة ( البخل لا يتجزأ ) ، منذ بداية زواجهما ، أصبح لا يصرف من راتبه أبداً
، بل و يرغمها على إنفاق راتبها كله في مصروف البيت ،إيجار ،
فواتير ، مأكل ، وملبس ، وغيره من المصاريف ، معللاً أن لا فرق بينهما ، والجيب واحدة .
لم يمضِ ثلاثة شهور على زواج سهيلة الثاني ، حتى قررت أن تنهي هذه المهزلة ،
و هذه التجربة الفاشلة.
تطلقت سهيلة ، وعادت وحيدة ، من جديد
، ولكن هذه التجربة ، لم تؤثر في نفسيتها ،
بل شعرت أنها نجت بنفسها ، من براثن ذلك الطماع ، و سرعان ما عادت لحياتها النشطة
، و بحثها نحوحياة أفضل.
في خضم هذه الأحداث كانت المملكة ، في تطور سريع ، و مذهل ،
وتواجد واضح للعنصر النسائي في عالمالمال ، و سوق العمل ، وكانت سهيلة قد دخلت
في ضمن مسابقة لإحدى دور الأزياء ، وتصميم فساتين السهرة ، والعرائس ، حيث صممت
ثوب زفاف ، وزينته بالألماس ، وتركت العنان لمخيلتها ، في عمل إبداعي راقٍ
، ليدخل المسابقة ، وكان الخبرالأروع لها في ذلك العام ، هو فوزها بجائزة أجمل ثوب زفاف .
بعد فوز سهيلة بالجائزة ، بدأت العروض
تنهالُ عليها من سيدات المجتمع آنذاك ، لمشاركتها في تصميم الأزياء ،
و من بين هذه العروض ، كان عرضاًلسيدة تريد أن تبدأ مشروعاً تجارياً على أعلى المستويات
، وقد عرضت على سهيلة الشراكة الكاملة
في هذا المشروع ، فوافقت على الفور ، وكانت الشراكة أن تمول تلك السيدة
المشروع بالأموال ، وعلى سهيلة التصميم ، و التنفيذ .
سارت الأمور في البداية على ما يرام ، ولاقت سهيلة نجاحاً باهراً ،
وسمعة جيدة لا بأس بها ، وبدأ المشروع يؤتِ ثماره من الأموال ، و الأرباح
، وأصبح لدى سهيلة رصيداً محترماً من الأموال ، لكنها الحياة .....
توفيت المرأة التي تشارك سهيلة في نجاحها ، و بعد فترة من الزمن
عرض زوج المتوفية الزواج عليها ، أوينهي هذا المشروع للأبد .
لم توافق سهيلة على الزواج من زوج صديقتها المتوفية ، وفضلت فض الشراكة
، وإنهاء المشروع تماما.
لم تتوقف سهيلة عن التفكير في هذا المجال من الأعمال ، بل قررت البدء من جديد
، من حيث انتهت ، ولكن هذه المرة
ستعود إلى وطنها الأم ، وستبدأ مشروعها في التصميم ، والتسويق ،
وكانت قد اكتسبت خبرة كبيرة فيهذا المجال .
عادت سهيلة إلى بلادها ، و أخذت شقة كبيرة ، في موقع متميز ، وجهزتها بكامل
التجهيزات ، و وظفت ثلاث بنات ممن يتقنَّ
فن الخياطة ، و التطريز ، و غيره ، و ما كان عليها إلا أن ترسم التصاميم ،
وتعطي التعليمات ، وبدأتللتسويق لاسمها في المعارض ، والمسابقات الدولية
، ومراسلة بعض عملائها القدامى ، وبالفعل بدأ اسمها في الانتشار سريعاً
، وبدأ عالم الأعمال ، و المال ينصفها حقها.
، وبدأ عالم الأعمال ، و المال ينصفها حقها.
اليوم أصبحت سهيلة سيدة أعمال من الطراز الأول ، و كانت قد تزوجت للمرة الثالثة
من أحد عملائها ، الذي دعمها ، وطور لها أعمالها، و أنجبت منه ثلاث أولاد ،
أكبرهم أصبح يدير معها مؤسستها ، بعد تخرجه منالجامعة ، بينما لا يزال في مرحلة الدراسة .
أما نهاية أهل زوجها الأول المتوفى ، فكانت وخيمة ، فعدالة الله أقوى من الظلم.
تقول السيدة سهيلة ( لولا العذاب ما عرفت طريق السعادة ، وبدون تجاوز العثرات
التي واجهتها في طريقي ، لم استطع الوصول للطريق الممهدة ،
وقصة نجاحي ، بدأت من إصراري على الاستمرار ..... هكذاهي الحياة.
قصة واقعية بتصرف
0 التعليقات
إرسال تعليق