الخميس، 9 يناير 2020

قصة يوسف عليه السلام



قصة  يوسف  عليه السلام 




     

 قصة يوسف عليه السلام من القصص التي احتوت على كثير من العبر والفوائد  ، 
وكانت على مر التاريخ  عظة وبشرى وتحذير  من غدر البشر ، وظلم الإخوة ،

 وكيد النساء ، والصبر على الشدائد ، والثقة واليقين بنصر الله وفرجه على

 المؤمنين الصابرين المحتسبين.

سنأتي على بعض من سيرة نبي الله يوسف عليه السلام وسنذكر بعض ما ورد من

 حياته الشريفة من ابتلاءات وجزاءات وكرامات . 

إنه يوسف إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم عليهم السلام ، تميز بجماله الشديد

، ووضاءة وجهه ، ونور محياه ، كان والده يعقوب عليه السلام يحبه حباً جما هو 

وأخيه الأصغر بنيامين ، وكان لدى يوسف عشر من الإخوة غير بنيامين وهم أكبر 
سناً منهما ، ولكنهم كانوا يحسدون يوسف حسداً شديداً ويغارون من محبة أبيه له 

، وفي يوم من الأيام أتى يوسف لأبيه وقص عليه رؤياه (

إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي 

سَاجِدِينَ 

قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ

 مُّبِين) . سورة يوسف 

عرف نبي الله يعقوب أن يوسف عليه السلام سيكون له شأن عظيم في يوم من 

الأيام ، وحذره أن لا يقصص رؤياه على إخوته خوفا عليه من كيدهم وحسدهم

 وإغواءالشيطان لهم بأذيته .

اشتد كيد أخوة يوسف له فأصبحوا يخططون للخلاص منه ، وطلبوا من أبيه


 أن يأخذوه معهم في رعي الغنم  ، وعاهدوه أن يحموا يوسف ويرعوه في الرحلة 

، ولكن كانوا يضمرون الشر له ، فرموه بالبئر ، وأخذوا قميصه بعد أن ذبحوا شاة

 ولطخوا قميصه بدمها، وجاءوا إلى أبيهم يبكون ، ويخبروه أن الذئب أكله ...

لم ييصدقهم نبي الله يعقوب وعلم أن بالأمر خدعة وأن ابنه يوسف 

على قيد الحياة وسيعود إليه بيوم من الأيام .


جلس يوسف حبيس البئر برهة من الزمن حتى جاءت قافلة من مصر إلى 


البئر فتعلق يوسف بدلوهم وخرج ، ففرحوا به وقالوا نبيعه وأسروه 

وباعوه إلى وزير مصر ، وقال لإمرأته أكرمي مثواه . 


وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة يوسف ، الذي عاش في كنف الوزير

 وزوجته إلى أن أصبح شابا ، وكان له من الجمال والحسن ما يخطف 

به قلوب النساء جميعاً ، فرأته إمرأة العزيز وراودته عن نفسها ،

 فابتعد هارباً بعد أن شقت قميصه من صدره ، وبدأت بالكيد له فادعت عليه 

أنه هو من راودها عن نفسها ، واحتكموا لقريب لها فشهد معه بدليل شق قميصه 

من الأمام ، وفضح أمرها بين النساء ، فدعتهن لمجلسها ، 

وأعطتهن سكاكين للفاكهة ، وجعلت يوسف يظهر عليهن ،

 فقطعنَّ أيديهنَّ من هيبة جماله وشدة حسنه ثم راودنه عن نفسه ، 

فاستسلم قائلا السجن ُ أحبُّ إلي ، ودخل السجن .

المرحلة الثالثة من ابتلاء سيدنا يوسف كانت بالسجن والظلم ،

 ولكن ربما في السجن راحة ، وربما تكون نهاية الكرب 

(ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج)
في السجن قابل يوسف إثنين من المساجين وقد رأوا رؤى 

ففسرها لهما يوسف ، أحدهما رأى أنه يعصر خمرا ففسرها له 

بأنه سيخرج ويصبح ساقي عند الملك ، والآخر رأى الطير

 تأكل على رأسه ففسرها بصلبه ، وتحققت الرؤيتان . 

وأصبح الرجل ساقي للملك ، ويشاءالله أن يرى الملك رؤيا 

ويحتار الملأ في تفسيرها ، فليس عندهم علم بتعبير الرؤى ،

 وهنا تذكر الساقي يوسف وأخبر الملك بأمره ، فأخرجه 

وعبرَّ يوسف الرؤيا وأنذره أنه ستأتي سبع سنوات من الخير 

وتليها سبع من القحط فيجب تخزين القمح والمؤونة ،

 فكافأه وولاه خزائن مصر .


أصبح يوسف عزيزا لمصر وأمينا على خزائنها وريعها ، 

وجاءت السنوات العجاف ، ومكن الله ليوسف حتى جاء إخوته 

يطلبون الزاد والمعونة ، فعرفهم  ولكن منع عنهم المعونة 

حتى يرجعوا ويحضروا أخاهم ، فرجعوا إلى أبيهم يرجونه 

أن يأخذوا بنيامين معهم ، ورجعوا لعند يوسف وكان من معهم بنيامين ، 

فعرفه وأدخله لعنده وأخبره بأمره وقال ستبقى معي ، 

وحجزه عنده بعد أن اتهمهم أنهم سارقون لمكيال الذهب،

 وأعطاهم قميصه ليسلموه لوالدهم ، الذي ارتد بصره عليه 


وعرف أنه يوسف ، ثم ذهبوا مع أبيهم وزوجته أم يوسف 

إلى يوسف وسجدوا له شكراً  و امتناناً .

0 التعليقات

إرسال تعليق